العُقَد الخالدة - رواية لا تنتهي لفنٍّ أبدي
على سطح هذا الطبق الفخاري النيسابوري، تظهر زخرفة معقدة من الخطوط المتشابكة؛ عُقَدٌ قرمزية لا بداية لها ولا نهاية، تتحد في حركة دائمة. هذه النقوش المستوحاة من تقاليد الزخرفة الهندسية القديمة، تخفي في طياتها سرَّ الخلود واللازمانية.
الألوان تحكي قصة الانسجام والتباين. الخلفية الداكنة تبرز العُقَد القرمزية، بينما تضيف الزخارف البيضاء على الحافة رونقاً متناسقاً. هذا التكوين اللوني المدروس لا يوجه نظر المشاهد إلى مركز التصميم فحسب، بل يشهد أيضاً على براعة فخاريي نيسابور الذين صاغوا هذه القطعة بمزيج من الدقة والإبداع.
حافة الطبق مزينة بموجات متدفقة كالنهر الذي لا يتوقف، تجسيداً للحركة والديناميكية. النقاط المنتظمة المحيطة تضيف إيقاعاً متناسقاً يمنح التصميم تماسكاً ويبعده عن الفوضى.
هذه القطعة الفنية التي تُحفظ في مجموعة خاصة في لندن، تمثل نموذجاً فريداً لفن نيسابور بين القرنين التاسع والعاشر الميلادي. إنها أكثر من مجرد إناء فخاري، بل راوٍ يحكي قصة إبداع قديم ونظام وجمالية حضارة نسجت نفسها في نسيج الفن والثقافة العالمية عبر آلاف السنين.