في حَرَم الفنِّ والأصالة: لقاء مع الأستاذ الدكتور العدوي، وارث وحارس سُفُـف عُمان السِّتْمائيّة
على أطراف مسقط التاريخيّة، بين أحضان جبال عُمان الصّامتة، زرنا رجلاً يُحيي روح أرضه في الطّين: الأستاذ الدكتور العدوي، الفنان الحكيم، ذو السمعة الطيّبة، والأستاذ الفذّ في فنّ الفخّار، حامل إرثٍ عريقٍ يمتدّ لستّة قرونٍ من الأصالة.
هو الذي يُعرف بين فنّاني عُمان بـ"حارس التّراث"، ليس فقط حامياً لموقد فنون الأجداد، بل أيضاً إنساناً عالميّاً، كريماً، ومشتاقاً للتعاون مع فنّاني إيران.
في حَرَم ورشته البسيط المهيب، بدا وكأنّ التاريخ يهمس عبر نسمات الهواء التي تعانق الأواني النّاقصة. في هذا الجوّ المشبع بالفنّ والحكمة، سلّمناه قطعةً من طين إيران: تحفةً فخّاريّةً نادرة، من إبداع الفنانة الإيرانيّة المرموقة الأستاذة مرجان موحد.
لم تكن هذه الهديّة مجرّد تحفة؛ بل كانت جسراً بين ضفّتي الخليج، الّذي ظلّ على مرّ العصور مهداً للحضارة، ورسالةً من أيدي الفنّانين الإيرانيّين الدّافئة تُعلنُ أخوّة الفنّ وحوار الحضارات.